مي - Daughter
نعتبر إختفاء أبي بمثابة الكارثة التي أثرت علينا من كل النواحي. لم أكن حتى في ال6 من عمري وقت إختفائه. سألت أختي أسئلة كثيراً عن مكان وجوده ولكنها لم تجيبني. لم يعلم أحداً شيئاً عن والدي. لا زال يأثر بي فقدانه حتى بعد 40 سنة.
كنت أخجل أن أخبر الناس بأن والدي مفقود. الموت هو شيء معروف وبإمكان الإنسان ان يفهمه ويتقبله. بإستكاعة الإنسان إيجاد خاتمة في الموتز ولكن الإختفاء فجأة....
أبي إنسان و ليس من حق أحد أن يخطف أو يعزب شخص أخر. و العزاب هو أمر لا يستحقه أحد. علمني إختفاء والدي بأنه منذ لحظة مجيئنا إلى الحياة, هناك إحتمال بأن نختفي أو نموت بأي لحظة.
لم يكن لإختفاء والدي أثر نفسي علينا و على أصدقائه فقط, ولكن الأثر المادي كان بمثابة كارثة كبيرة. بعد إختفائه, بدأت الأمور تتدهور. أولاً, لم نستطع ان ندفع قسوطات السيارة الجديدة بأكملها. نجحنا بنقل السيارة من صيدا إلى الدامور بعد اجراءت كثيرة. مثلاً اضطرنا بأن نجد سائق فلسطيني لييأخذنا من المنطقة الغربية إلى الشريط الأخضر و اضطرت والدتي بأن تلبس حجاب لتدعي بأنها مسلمة. اضطررنا أيضاً بأن نجد سائقاً مسيحياً ليأخذنا من المنطقة الشرقية إلى الدورة
بعد بضعة شهور، أدت تفجيرات قوية بوقوع شرفة على السيارة وكسرها. بعد ذلك، سرقت شاحنات ابي من قبل ميليشيا لأنها كانت كبيرة. شقتنا في منزل العائلة في جزين احتلت من قبل أشخاص وص هدمت. اراضينا تحولت إلى خنادق. فقدنا كل شيء. اضطرت اخواتي بالعمل في سن مبكر بينما كانت أيضاً تتابعن دراستهما.
أذكر بأن ابي كان يعمل طول النهار. كان يعود للمنزل الساعة ال-6 أو 7 مساءً. رغم أن ذلك الوقت كان موعد نومنا، كنا ننتظره دائماً. كنا نجلس حوله ونقضي بعد الوقت معه. بما انني كنت الصغيرة، كان يدلعني كثيراً. وعندما كنت اشكي له عن الطريقة التي كان يعاملني بها اخواتي، كان يحملني ويرضيني.
أذكر كيف كنت أتأرجح على ذراعيه. و أذكر بأنه كان يحبنا وكان فخوراً جداً بنا. كان هذا شيئاً غريب نظراً بأن الأباء كانوا يفضلون الصبيان، بالأخص إن كان الولد وحيد بين شقيقاته.
في المراحل الأولى من اختفائه، كنت أحاول أن احزر أين خطف في كل مرة نمر من طريق المطار. كان يجب أن أجد تبرير أو خاتمة. طبعاً بعد تغيير الطرقات توقفت عن التخيل.
تعرفت على جمعية لنعمل لأجل المفقودين وظننت بانني سأجد خاتمتي من خلالهم ولكن لاحظت بانني أعزب نفسي أكثر. كنت سألغي هذه المقابلة لانني أريد أن أنسى الموضوع فأولادي يتعذبون معي أيضاً. يسألونني عن الشخص في الصور ولا أعرف كيف أن اشرح لهم الوضع.
البرحة (14 اذار 2016) كان عيد ميلاد ابي ال-81. أردت أن أقدم له هذه مقابلة كهدية وكذكرة عنه. أردت أن اعمل على تذكار له ولكن لم أقدر، لذلك نحن نقود هذه المقابلة. أريد قصتي الأخيرة بأن تكون معبرة
نعتبر إختفاء أبي بمثابة الكارثة التي أثرت علينا من كل النواحي. لم أكن حتى في ال6 من عمري وقت إختفائه. سألت أختي أسئلة كثيراً عن مكان وجوده ولكنها لم تجيبني. لم يعلم أحداً شيئاً عن والدي. لا زال يأثر بي فقدانه حتى بعد 40 سنة.
كنت أخجل أن أخبر الناس بأن والدي مفقود. الموت هو شيء معروف وبإمكان الإنسان ان يفهمه ويتقبله. بإستكاعة الإنسان إيجاد خاتمة في الموتز ولكن الإختفاء فجأة....
أبي إنسان و ليس من حق أحد أن يخطف أو يعزب شخص أخر. و العزاب هو أمر لا يستحقه أحد. علمني إختفاء والدي بأنه منذ لحظة مجيئنا إلى الحياة, هناك إحتمال بأن نختفي أو نموت بأي لحظة.
لم يكن لإختفاء والدي أثر نفسي علينا و على أصدقائه فقط, ولكن الأثر المادي كان بمثابة كارثة كبيرة. بعد إختفائه, بدأت الأمور تتدهور. أولاً, لم نستطع ان ندفع قسوطات السيارة الجديدة بأكملها. نجحنا بنقل السيارة من صيدا إلى الدامور بعد اجراءت كثيرة. مثلاً اضطرنا بأن نجد سائق فلسطيني لييأخذنا من المنطقة الغربية إلى الشريط الأخضر و اضطرت والدتي بأن تلبس حجاب لتدعي بأنها مسلمة. اضطررنا أيضاً بأن نجد سائقاً مسيحياً ليأخذنا من المنطقة الشرقية إلى الدورة
بعد بضعة شهور، أدت تفجيرات قوية بوقوع شرفة على السيارة وكسرها. بعد ذلك، سرقت شاحنات ابي من قبل ميليشيا لأنها كانت كبيرة. شقتنا في منزل العائلة في جزين احتلت من قبل أشخاص وص هدمت. اراضينا تحولت إلى خنادق. فقدنا كل شيء. اضطرت اخواتي بالعمل في سن مبكر بينما كانت أيضاً تتابعن دراستهما.
أذكر بأن ابي كان يعمل طول النهار. كان يعود للمنزل الساعة ال-6 أو 7 مساءً. رغم أن ذلك الوقت كان موعد نومنا، كنا ننتظره دائماً. كنا نجلس حوله ونقضي بعد الوقت معه. بما انني كنت الصغيرة، كان يدلعني كثيراً. وعندما كنت اشكي له عن الطريقة التي كان يعاملني بها اخواتي، كان يحملني ويرضيني.
أذكر كيف كنت أتأرجح على ذراعيه. و أذكر بأنه كان يحبنا وكان فخوراً جداً بنا. كان هذا شيئاً غريب نظراً بأن الأباء كانوا يفضلون الصبيان، بالأخص إن كان الولد وحيد بين شقيقاته.
في المراحل الأولى من اختفائه، كنت أحاول أن احزر أين خطف في كل مرة نمر من طريق المطار. كان يجب أن أجد تبرير أو خاتمة. طبعاً بعد تغيير الطرقات توقفت عن التخيل.
تعرفت على جمعية لنعمل لأجل المفقودين وظننت بانني سأجد خاتمتي من خلالهم ولكن لاحظت بانني أعزب نفسي أكثر. كنت سألغي هذه المقابلة لانني أريد أن أنسى الموضوع فأولادي يتعذبون معي أيضاً. يسألونني عن الشخص في الصور ولا أعرف كيف أن اشرح لهم الوضع.
البارحة (14 اذار 2016) كان عيد ميلاد ابي ال-81. أردت أن أقدم له هذه مقابلة كهدية وكذكرة عنه. أردت أن اعمل على تذكار له ولكن لم أقدر، لذلك نحن نقود هذه المقابلة. أريد قصتي الأخيرة بأن تكون معبرة