أمل - Daughter
إني أشاركُكم ذكريات لا أملكها عن أبٍ قد فُقد ونحن نفتقدهُ كثيراً...
"ملحم. ملحم؟ ملحم! يا له من اسمٍ قبيح” هكذا قُلتُ في نَفسي أولَ مرةٍ سَمعتُ فيها اسمهُ...
"هل أنت متأكد أن هذا هو اسمه؟" أرَدتُ أن أسأل... فعلاً، لقد كنتُ أتعلم اسمَ أبي لأنني كنتُ قد وُلدتُ بعدَ شَهريْنِ من حادثةِ اختطافه.
لم أعد أذكر من كان تحديداً الذي ارتاء لهُ أني عاجلاً أم آجلاً يجب أن أعرفَ على الأقل اسم والدي. كان يوجد عندي صورة لملحم،
اُخِذَت لهُ في عُرسِهِ، كان واقِفاً فيها فخوراً، فاتناً، ولديه نظرة تَعكس سلطته وقوة شخصيته. كنتُ أحدّق في وَجهِهِ لوقتٍ يطول محاولةً
أن اُناسب هيئتهُ وأجَمِّل نظرتهُ في ذهني لكي أقدر أن أحّبَهُ، ولكن لم أستطع. رُبما لو كان عندي صورة لهُ وهو مبتَسِم لكان ذلك قد
ساعَدَني أكثر...لم يكن أحد يتكلم عنهُ على الإطلاق...
لكن في إحدى الأمسيات، كانت جَدَتي وبعضُ الجيران مجتَمعين في شُقَتِنا. وكانت أمي قد غادرت لمُدة يوم أو أكثر، وسَمعتُهم يقولون
أنهُ من الممكن أن تكون أمي قد ذهبت لكي تستعيد أبي. كانت جدتي تبكي وطَلَبَت مني أن أصليَّ لأبي أن يعود، وقالت أن الله غالباً ما يتقبّل صلوات الأطفال. ثم نظرت لي مجدداً، وهي تضع عينَها بعيْني، وضغطت بلطفٍ على يدي وتَرَجتني أن أصليَّ لأبي من كلِّ قلبي.
ذلك الشخص، أي أبي، يبدو وكأنهُ يُحزِن الجميع. وفجأة، كان على وشكِ الرجوع في التالي مباشرةً. كان من المُفترض أن يكون هذا الحدث مُشَوِّقاً، فسوف يُصبح لي أب مثل جميع الأطفال...ولكن بدلاً من ان أكون مُتحَمِسةً، كنتُ مذعورة ومرعوبة، لدرجة أني كنتُ أرتجف وبدأتُ أشعر بألمٍ في مَعدتي من شِدّة الخوف. فغداً، ذلك الشخص الذي بالصورة ذو العبارات الحادة على وجهِهِ، ذلك الشخص سيأتي إلى منزلي، وسوفَ يُغَيّره بحيثُ أنني سأشعر وكأني غريبة ودَخيلة في بيتي. فهو لا يعرفني، ولم يراني من قبل على الإطلاق. سوف يأتي ويغمُر الجميع ولكنه سوف ينظر لي ويسألني "من أنتِ؟". كنتُ أدرّب نفسي على كيفية الجواب على سؤالهِ...ماذا لو لم يُحبَّني مثلما أنا لا أحبه؟ ماذا لو لم يستطع ان يكّن لي أيّة مشاعر مثلما أنا لم أقدر أن أكّن أيّة مشاعر لتلك الصورة الباردة، ذات اللونيْن الأبيض والأسود؟ عُدتُ ونظرتُ مجدداً إلى تلك الصورة، فهذه هي آخر فرصة لي أن اُحبه، وحاولتُ من جديد... أغمَضتُ عيناي لأصلي مثلما طَلَبَتْ مني جدتي ولكن وبشكلٍ غير إرادي، أفلَتَت صلاتي من قبضة إرادتي وتَمَنَيْتُ ألا يعود! فَتَحتُ عيناي لكي أكُّف عن الصلاة، وأنا مصدومة ومُرعوبة الآن أكثر من قبل بسبب صُدقِ وعفويَّةِ صلاتي. هل أحداً سَمِعَ صلاتي المُروِّعة؟ ربما لم تَسمَعني جدتي لأنها لطالما أحِبَّتني... لكن إن كان هناك شخصٌ ما في مكانٍ ما يستجيبُ للصلاة، فلقد سَمعَ صلاتي...لأنهُ في اليوم التالي عادت أمي ووجهها مشحوب من الحُزنِ من الإخفاق.
أمل - Daughter
إني أشاركُكم ذكريات لا أملكها عن أبٍ قد فُقد ونحن نفتقدهُ كثيراً...
"ملحم! ملحم! ملحم! يا له من اسمٍ قبيح” هكذا قُلتُ في نَفسي أولَ مرةٍ سَمعتُ فيها اسمهُ...
"هل أنت متأكد أن هذا هو اسمه؟" أرَدتُ أن أسأل... فعلاً، لقد كنتُ أتعلم اسمَ أبي لأنني كنتُ قد وُلدتُ بعدَ شَهريْنِ من حادثةِ اختطافه. لم أعد أذكر من كان تحديداً الذي ارتاء لهُ أني عاجلاً أم آجلاً يجب أن أعرفَ على الأقل اسم والدي. كان يوجد عندي صورة لملحم، اُخِذَت لهُ في عُرسِهِ، كان واقِفاً فيها فخوراً، فاتناً، ولديه نظرة تَعكس سلطته وقوة شخصيته. كنتُ أحدّق في وَجهِهِ لوقتٍ يطول محاولةً أن اُناسب هيئتهُ وأجَمِّل نظرتهُ في ذهني لكي أقدر أن أحّبَهُ، ولكن لم أستطع. رُبما لو كان عندي صورة لهُ وهو مبتَسِم لكان ذلك قد ساعَدَني أكثر...لم يكن أحد يتكلم عنهُ على الإطلاق...
لكن في إحدى الأمسيات، كانت جَدَتي وبعضُ الجيران مجتَمعين في شُقَتِنا. وكانت أمي قد غادرت لمُدة يوم أو أكثر، وسَمعتُهم يقولون أنهُ من الممكن أن تكون أمي قد ذهبت لكي تستعيد أبي. كانت جدتي تبكي وطَلَبَت مني أن أصليَّ لأبي أن يعود، وقالت أن الله غالباً ما يتقبّل صلوات الأطفال. ثم نظرت لي مجدداً، وهي تضع عينَها بعيْني، وضغطت بلطفٍ على يدي وتَرَجتني أن أصليَّ لأبي من كلِّ قلبي.
ذلك الشخص، أي أبي، يبدو وكأنهُ يُحزِن الجميع. وفجأة، كان على وشكِ الرجوع في اليوم التالي مباشرةً. كان من المُفترض أن يكون هذا الحدث مُشَوِّقاً، فسوف يُصبح لي أب مثل جميع الأطفال...ولكن بدلاً من ان أكون مُتحَمِسةً، كنتُ مذعورة ومرعوبة، لدرجة أني كنتُ أرتجف وبدأتُ أشعر بألمٍ في مَعدتي من شِدّة الخوف. فغداً، ذلك الشخص الذي بالصورة ذو العبارات الحادة على وجهِهِ، ذلك الشخص سيأتي إلى منزلي، وسوفَ يُغَيّره بحيثُ أنني سأشعر وكأني غريبة ودَخيلة في بيتي. فهو لا يعرفني، ولم يراني من قبل على الإطلاق. سوف يأتي ويغمُر الجميع ولكنه سوف ينظر لي ويسألني "من أنتِ؟". كنتُ أدرّب نفسي على كيفية الجواب على سؤالهِ...ماذا لو لم يُحبَّني مثلما أنا لا أحبه؟ ماذا لو لم يستطع ان يكّن لي أيّة مشاعر مثلما أنا لم أقدر أن أكّن أيّة مشاعر لتلك الصورة الباردة، ذات اللونيْن الأبيض والأسود؟ عُدتُ ونظرتُ مجدداً إلى تلك الصورة، فهذه هي آخر فرصة لي أن اُحبه، وحاولتُ من جديد...
أغمَضتُ عيناي لأصلي مثلما طَلَبَتْ مني جدتي ولكن وبشكلٍ غير إرادي، أفلَتَت صلاتي من قبضة إرادتي وتَمَنَيْتُ ألا يعود! فَتَحتُ عيناي لكي أكُّف عن الصلاة، وأنا مصدومة ومُرعوبة الآن أكثر من قبل بسبب صُدقِ وعفويَّةِ صلاتي. هل أحداً سَمِعَ صلاتي المُروِّعة؟ ربما لم تَسمَعني جدتي لأنها لطالما أحِبَّتني... لكن إن كان هناك شخصٌ ما في مكانٍ ما يستجيبُ للصلاة، فلقد سَمعَ صلاتي...لأنهُ في اليوم التالي عادت أمي ووجهها مشحوب من الحُزنِ ومن الإخفاق.