جمال حمـّو

محمد - أب

من أفضل الذكريات عن جمال تتجلى بتجمع العائلة في عيد الأم ويأتي حمال ويفاجئها وغالبا ما كان يطرح الافكار الجميلة لمفاجئتي ومفاجأة والدته. وآخر ذكرى لي عنه هي أثناء اقتياده خارج المنزل، كان في جيبته ربع ليرة – والتي كانت ذات قيمة في ذلك الوقت – أعطاني اياها وقال: "خذها مني، لأنّهم سيقتلونني "
في كل مرة أتحدث فيها عنه ينتابني الشعور بجرحٍ وألم كبيريْن، ومما يزيد من ذلك ويجعلنا في حيرة دائمة، هو عدم معرفة مصيره !
لو سُنحت لي فرصة لقائه أو التكلم معه، ما عساني أن أقول سوى إنني مشتاقٌ اليك ويا ليتك لم ترحل وتبقى معنا لترانا.

في ما يخص قضية المفقودين في لبنان، إن مطالبنا هي معرفة مصيرهم جميعاً – ومعرفة ما اذا كان ابني حيا أم ميتا.

محمد - أب

اضطررتُ أن أدفع الكثير من المال من اجل معرفة اخباره ومكان اختفائه ولكن دون الحصول على نتيجة راسخة.
أدى فقدان جمال إلى الشعور بعذاب نفسي شديد وبالرغم من كوني قد تعديْتُ التسعين عاماً، إلا إنني لا زلت أعاني وأتعذب كل يوم جراء هذا الموضوع. هذا بالاضافة إلى أنّ اختفاءه كان من أهم أسباب هجرة أخوته الى البلاد الاوروبية والعربية.