جوزيف طويل

لابا - شقيق

كانت تلك الأيام أيام بسيطة إذ أذكر أننا كنا نذهب الى المدرسة سوياً ونعود انتناول الطعام في بيتنا القديم. وأذكر أيضاً بأننا كنا نذهب الى المدرسة سيراً على الأقدام ونعود الى المنزل على وقت الغذاء حيث كنا نستمتع بالطعام والمزاح.

بحثنا كثيراً عنه وبعض التواصل مع المليشيا  والسوريين، تم تسليمنا أربعة جثامين. خلال مراسم الدفن قمنا بفتح التوابيت لنقل الجثث الى المقابر، تم التعرف على جثتين من خلال مقتنياتهم و علاماتهم الفارقة والتي تبين بأنها تعود الى صديقي أخي. ولكن عائلتي رفضت الإعتراف بوفاته. وبعد فترة سمعنا بحادثة تم رويها بطريقتين مختلفتين؛ البعض يقول أن أحد أقارب صديق جوزيف كان موقوفاً لدى السوريين وعند نقله توقفوا في مستشفى في الكورة حيث شاهد صديق جوزيف محجوزاً هناك. وبعد عودته الى أهله نقل حادث التقائه بقريبه حياً. ثم توجهت عائلة الأخير الى نائب في بلدة بشري الذي توسط بدوره لدى االسوريين و تم الإفراج عن الصديق. والبعض الاخر يقول أن هذا القريب كان رفيقا جيدا للضابط المسؤول عن السجناء وأحوالهم. و كانت مستشفى موقع لنقل السجناء من لبنان الى سوريا. وكان هذا القريب يزور الضابط في هذا الموقع واذ تعرف على نسيبه الذي كان هو و بقية السجناء معصوبي الأعين. حينئذ نجح نسيبه باقناع الضابط بالفراج عنه.

بغض النظر عن اختلاف القصتين، النتيجة مماثلة واحدة و هي عودة صديق جوزيف الى أهله و بقاء أخي لوحده في المجهول. هذه الحادثة أعادت الأمل الينا بأن شقيقي ما زال على قيد الحياة. ولكن لم نتمكن من الإستحصال على أية معلومات من هذا الصديق إذ يرفض حتى اليوم وبشكل قاطع الكلام عن الموضوع. لكن أفادنا أحد المحررين من السجون السورية من سكان "مغر الأحول" قضاء بشري، بأن أحد المساجين الذين كانوا معه يدعى جوزيف طويل.

توجهنا عدة مرات الى السلطات السياسية لكن مع الوقت الموضوع بات واقعاً مسلماً به.

ترك جوزيف بصمات كثيرة في قلوبنا، و أجملها هي أن ابني بيتر يشبهه كثيرا بوجهه وجسمه ورقية قلبه، كأن جوزيف موجود معنا جسديا و فكريا.