حسين فنيش

فاطمة - أخت

أذكر أن معظم أصدقاء شقيقي حسين كانوا فتيات وأن في إحدى المرات أخذته الى ستديو لأخذ صورته وعندما أردنا إلتقاط الصورة، كان حسين يتحرك كثيراً فطلبت منه بحزم عدم التحرك كثيراً وإذ بدأ بالبكاء فكان حسين حساساً جداً وعندما رأيت الدموع على وجهه بدأت بالبكاء أيضاً. وأذكر أنه حزن كثيراً عندما تزوجت، إذ كان دوماً يبكي ويسألني لماذا تركتُ عائلتي.

أذكر أن كان حسين يحبُ أن يشتري المحتاجات لوالدتي والعائلة كلها ودوماً ما أحب أن يشتري الشوكولا لنا. وأذكر أن حسين كان ولداً مطيعاً، إذ لم يكن يذهب الى أي مكان دون أن يسأل والدتي. وأحبّ الأشياء على قلب حسين هي قضاء الوقت مع العائلة قبل خلوده الى النوم. وكان لديه صديق عزيز على قلبه في مدرسة الكفاح وكان إسمه حسن وكان يقضي معظم وقته معه في المدرسة وبعدها إذ كان دوماً ما يقضي الوقت معه في المنزل.

بعد إختفائه، بحثتُ عنه مع صديق العائلة إستفان ولكن لم نجده. حتى بعض من أصدقاء الوالد أرادوا أن يساعدونا بالبحث عنه مثل صديق الوالد ويليام ولكن للأسف توفي قبل أن يتمكن من ذلك.

بعد خمس سنوات من إختفائه، قال لنا أحد من أصدقاء العائلة بأنه قد رآه في شاحنة في منطقة الأشرفيه وأن حسين قد لوح بيده إليه ولكن لم يكن هناك أي دليل لذلك ولم يكن هناك أي دليل بأنه قد قُتل ولا حتى إشارة.

بسبب الحرب لم نقدر على التحرك كثيراً للبحث عنه ولم يكن هناك دولة لتساعدنا، كل ما تمكنا أن نفعله هو البكاء عليه، لميكن بإستطاعتنا حتى قراءة الفاتحة...

قبل عشر سنوات، كنتُ في سيارة أجرة وكان هناك رجل شعره أحمر في سيارة. قلتُ لسائق الأجرة باللحاق به ولمن عندما رأيتُ وجهه، علمتُ بأنه لم يكن أخي. لقد مضى على فقدانه أربعين عاماً ولكن لم أستطع ولو للحظة نسيان وجهه. سأتذكره دوماً وأتذكر عيناه ولونهما لأن أشتاقالى تلك العيون دوماً.

يجب أن أعرف ما حصل له. إنني جاهزة لتقبل الحقيقة ولكن يجب أن أعرف ما حصل له.