وجيه زهلان

أيمن - ابن

كان عمري ثمانية سنين لما خُطِف والدي.بعد فقدانه كنا نذهب إلى المدرسة حتى الساعة الواحدة، وبعد ذلك كنا نذهب ونعمل لدى عمي في مصنع حتى تمام الساعة الحادية عشر مساءً. ووالدتنا تعلمت الخياطة في عمر كبير، وكنا كلنا نعمل لنؤمن لقمة العيش. بعد حين توقفت عن الذهاب إلى المدرسة، للعمل وإخوتي كانو يتعلمون.

مرت علينا أيام صعبة. تعبنا لمدة ستة أو سبعة سنين. ولم نتأكد إذا سيرجع أو لا. وقد مضى على اختفائه إثنان وثلاثون سنة، لا أعتقد أنه مازال حياً. وإذا كان مازال حياً، وعرفنا من قبل الصليب الأحمر الدولي، أن هناك مخطوفين سلمتهم إحدى الاحزاب اللبنانية إلى القوات الإسرائيلية المحتلة، وقالو لنا أنه من الممكن أن يكون والدي من بينهم. وقد طلب الصليب الأحمر الدولي صورةً له، ليعرفوا إن كان من ضمنهم، ولكن لم ترد اخبارا اخرى. بعد إثنين وثلاثين سنة، جهّزنا أوراق توفيته، وذلك كان أمراً من الدولة وإلا كنا سندفع غرامة !

 لدينا أمل أن يعود لأن هناك مفقودين في إسرائيل. لم يساعدنا أي حزب منذ اختفائه. ساعدتنا عائلتنا كثيراً وخاصةً اعمامنا إذ كانوا يساعدونا بالبحث عنه .
إذا  ما سنحت لي الفرصة لرؤيته كنت لأحضنه، لو كان أبي هنا  لاختلفت حياتي. لكنت أكملت المدرسة وساعدنا كثيراً.