نزار قرطاوي

نزيه - شقيق

إنه اخي الوحيد......

نعم بعد موت والدي لم يبقى لي سند ودعم غيره.....نحن عائلة مكوّنة من أخي نزار وانا وخمس بنات الكبرى اصغر مني بسنة واحدة.

لقد كان نزار الأخ والأب والصديق ولكن انها وساخة الحرب .....لقد دفعنا مال كثير لمعرفة الحقيقة ...حقيقة اختفاء شاب بعمر الزهور...

لم نترك مسوؤل حكومي او مليشيوي الا طرقنا بابه....من رئيس الوزراء اللبناني بوقتها حتى اصغر ضابط سوري لأن الحكم كان بيدهم ذاك الوقت.

ولكن دون اي نتيجة.....حتى جاء احدهم وكان موجودا في سجن تابع لحزب لبناني معين في منطقة (فيع) بالكورة تحت الإذاعة وابلغنا انه شارك نزار 

زنزانة السجن واعطانا اوصافه كاملة....حاول أهلي المستحيل للوصول او مقابلته دون جدوى.....الى ان حصل انشقاق في هذا الحزب فأصبحت كل مجموعة تدّعي بمسوؤلية

الأخرى عن الموضوع....فالأولى قالت انها سلّمت كل موقوفييها الى السوريين,والثانية إدّعت ان الأولى اعدمت كل الموقوفين....اين الحقيقة وحده الله يعلم.....

هدى - أم

لقد تألمتُ كثيراً عندما فُقد. لقد ذهبت كثيراً الى سجن أميون لرؤيته ولكن لم يسمحوا لي برؤيته وبعد فترة قالوا لي بأنه لم يعد موجوداً لديهم. وإتصلت بالكثير من الضباط السوريين (لأن الحاجز كان عائداً سابقاً إليهم) ولكن طالبوا مني المال مقابل معلومات. وثم أتى أحد من الضباط السوريين وساعدني من خلال الكشف عن كل الملفات العائدة للمخطوفين العائدة للسوريين في شمال لبنان. ولكن لم أجد ملف إبني من بينهم.

لكنني لم أفقد الأمل. لفد إتصلت الضباط في المليشيا المعنية وبعد محاولاتٍ عدة، وافقوا بأن أقوم بالحبث عنه في سجونهم في الكورة ةلكن دون جدوى. وثم ذهبت الى سوريا وتفقدت السجون هناك ولكن أيضاً دون جدوى.

بعد مرور ستة عشر شهراً على إختطافه، تقدم أحدٌ كان يعمل مع زوج شقيقته وقدم لنا رسالة وقال أن نزار موجود في سجن الكهف في منطقة فيح في الكورة. وقد قال لنا بأنه قد شارك غرفة معه.

بعد سماع تلك المعلومات ذهبت الى ذلك السجن ولكن عندما وصلت، كان السجن فارغاً وكان هناك شخص واحد في السجن والذي كان تابعاً للميليشيا ولكن أحسستُ بوجوده هناك وشممتُ رائحته. وأسقطتُ خاتماً على الأرض وإدعيت بأنه عائداً الى نزار وطالبةُ برؤيته. وقد سمعتُ أحد الضباط يقول إسم الشاهد الذي أقدم بالمعلومة عن نزار عندما كنت أتوسلهم بإرجاع ولدي إلي، وهذا الأمر أكد لي بأن نزار بذلك السجن.

بعد ذلك لم يُسمع عن إبني نزار أي شيء.

- أخت

أذكر أن نزار كان يحب فتاة. وأذكر مرة كان منهمكاً كثيراً بعمله ولم تسنح له الفرصة برؤيتها. فتسلل الى منزلها لرؤيتها وثم قام والدها بالمجيء الى المنزل بدون إنذار. وإذ قام نزار بكل شجاعة بالقفز من شرفة منزلها نحو الأسفل الذي كان على الطابق الأول. هذه القصة تضحكني ولكن تجعلني حزينة أيضاً.