محمد مصطفى

فاطمة - زوجة

بعد حادثة اختطاف زوجي محمد بدأتُ أسأل الكثير من الأشخاص وكلهم كانوا يقولون إلي انهم سوف يرجعنهم في اليوم الثاني. وعندما لم يرجع في اليوم الثاني، ذهبتُ إلى ساحة الاميركان وسألتُ عنه وأتى الجواب بأن اذهب وأستَلِمُ زوجي نهار الأربعاء. وكانت ساحة الامريكان مكاناً يُقام فيها تصفيات الأفراد، ولاحقاً أصبحت مقبرة. نزلتُ في ذلك النهار (أي نهار الأربعاء) تمام الساعة الرابعة، ولكن بلا نتيجة. وبعد دقائق مرّت شاحنة كبيرة ورأيت كل الرجال مكتوفي الأيدي و الأرجل ومعصوبي الأعين، ومن بينهم زوجي، وكلهم يرمونهم مثل عجل على الشاحنة. فصرخت ولكن ردعني سلفي وقال لي أن أرجع إلى الوراء، وثم أمرني أحد الرجل هناك أن أسكت وإلا سوف يكون مصيري مثلهم. فقلت له نعم، أريد أن اذهب مع زوجي وثم ناديت إلى زوجي ولكن ما إن ناديت إليه بدأوا بضربِهِ بالعصا. كانت هذه المرة هي الأخيرة التي أراه فيها.
بعد ذلك، كنت اذهب وأسأل عنه في كل مكانٍ فقالو لي مرة أن زوجي في السجن ولكن كان كل ذلك كذباً . وفي النهاية كل ما لدي من ذهب أو اغراض لزوجي بعته وكل المال الذي كنت أملكه نُفق. وكل أولادي مرضوا، ابنتي الكبيرة لم تعد قادرة على المشي أو حتى مغادرة سريرها، وابنتي الثانية الصغيرة وقعت وكسرت يدها. كلهم حزنوا على والدهم. ومرت السنين وكل سنة يقولون إلي أن هذه السنة سوف يرجع. ولكن وإلى يومنا هذا، لم يرجع محمد.
جراء خطف زوجي، تعبتُ ومرضتُ، حتى إني اضطررتُ إلى إستئصال إحدى كلاوي. ويئستُ كثيراً. كنتُ أبحثُ عنهُ وحيدةً وذلك لأن أفراد العائلة والأقارب كانوا يتوقعون أن يُفرجَ عنه قريباً.
كانت والدة محمد مريضةً وتوفيت قبل اختفائه ووالدهُ قد وقع مريضاً أيضاً وتوفى هو الآخر بعد اختفائه. إخوتي هم الوحيدين الذين دعموني، إذ لدي أخٍ واحد وهو الذي يستمر بمساعدتي، فيعينني بأجر ونفقات البيت ويعطيني مبلغاً من المال، وابنتي تأخذ نفقات ابنها في الشهر وتساعدني أيضاً.
بدأت أخاف أن يأتي أحد ويختطف اخواتي...