قزحيا شهوان

نهيل - زوجة

أغضب لأنه اختفى ولم يهتم أي أحد من دولتنا لذلك. مرّ قرابة الشهرين ولم أتوجه الى خيمة المفقودين لأسباب صحية، ولكنني غاضبة بسبب هذا الشيء، غاضبة لأنني لا استطيع الذهاب والتكلم عن القضية.
أطالب بالكشف عن مصيرهم، والخيمة هي الوحيدة التي تمثل قضيتنا، وارتاح فيها، إذ أشعر انني قدمت له شيئاً وأشعر بالذنب الشديد لعدم قدرتي على الذهاب. نطالب بالحمض النووي كأولوية ولكنهم قالو أن الدولة لن تساعدنا، لأن كل الدولة متورطة في الموضوع. نريد أحداً أن يعمل على قضية المفقودين وأن يعرف مكانهم.

نهيل - زوجة

أذكر عندما كان نشيّد أسس المنزل الجديد فقد كنت حاملاً بجاكلين وكنا نضحك كثيراً. أذكر حينما كانت يدي تلامس يده. ولا انسى مطلقاً الطريقة التي كانت يقرع بها الباب – ثلاث دقات متتالية ! مرّة، سمعت هذه الدقة فخفت وهرعت الى الباب ولكنني لم أجد أحداً، فسألتني والدته عن السبب فأجبتها أنّني تخيلت قزحيا. أصبحت أغضب كثيراً من الناس لأنهم يزورنني، ولكنهم كانوا يأتون بخوف الى البيت الذي فقِد منه قزحيا وهذا ما أغضبني ولم اعد أستقبل أحداً منهم.

أتأثر كثيرا في الحديث عنه وأذرف دمعاً كثيراً، ولا أفعل ذلك بالقرب من أولادي.

سأقول له أن غيبتك طالت، اشتقنا لك كثيراً، اننا بانتظارك. أولادك كبروا ولكنهم لم يتعرفوا عليك. وطالما حييت، ساستمر بالبحث عنك ولن أتوقف عن ذلك حتى أموت. وأحبك مثل البدايات، وحافظت على اسمك وأولادك وعلى عائلتك.

- ابنة

لدينا حالة تعاطف مع والدي، فهو من أحد الرجال الذين قضى كل حياته في السجن. ولكن، أنا لدي نوعٌ من الأسى لأنني لا أعرفه ولم أتعرف عليه. صراحةً، همي هو أن تعيشة أمي. كنا أطفال عندما انفقد، إذ أشعر انني خلقت من دون أبٍ. لقد وعيت على أم فقط وكنت أشعر أن أخي أخذ دور أبي مع إنه كان أكبر مني بسنة واحدة فقط. نحن إنحرمن من اللعب مع والدي، ومن الأوقات التي وجب علينا أن نعيشها معه.

نهيل - زوجة

كان إختفاء قزحيا مثل الصاعقة عليّ وأثّرت بي بشكل كبير وتدهورت صحتي فقد كنت في الفترة الأولى كالمجنونة. كان بيتنا مثل الذي يُقام فيه العزاء والوفود تتوالى عليه. تأثر الأولاد كثيراً على الصعيد النفسي والدراسي كذلك. أما اقتصاديا كان المعيل الوحيد للعائلة وغيابه أثر كثيراً.
ف مكانهم.