سمير خرفان

منتهى - أم

لم أترك مكان إلا وذهبتُ إليه بحثاً عنهُ. فإن سُئل أي شخص يعرفُني سيأتي الجواب بأنني فعلاً قد "خربتُ الارض من كثر ما بحثتُ عنه" كما ذهبتُ الى كل الجمعيات الاهلية باحثةً عن بصيص امل. ولان سمير كان في الجيش اللبناني ذهبتُ الى الثكنة التي كان فيها مطالبةً بحقوقه كمواطن وكجندي لبناني. الا ان سمير عندها كان مسجلاً في سجلات الجيش بأنه فار وذلك بسبب عدم تواجده في الثكنة في دوامه المحدد.
إحدى ذكرياتي عن سمير هي أنه وقبل التحاقِهِ بالجيش، كان يجب ان يقص شعره لكنه اراد ان يتصور بشعرهِ قبل ان يقصه، فجعل والده يوقف السيارة ليصوره بجانب مدرسة الامركان.
كما أنه كان عندما يراني حزينةً كان يقول لي " مين مزعلك يا حنونة" .
وفي عيد الام حضّر سمير لي في غيابي طاولة مع شموع ومن ثم نادى عليّ، فدخلتُ الى البيت ورأيتُ الطاولة فسألتُ سمير ما الامر؟ قال لي سمير "اليوم عيد الام- عيدك يا حنونة." واعطاني هديه عبارة عن شنطة مكياج.

عندما أتحدث عن سمير أشعر بالفرحة لانه لم يمت، وافرح عندما يشاركني أحد موضوع سمير وذكرياته. هذا يعني أن أحداً لم ينسى سمير حتى الان.

إذا ما سنحت لي الفرصة لرؤيته أو التكلم معه فسوف اشكر ربي انه اعاد لي ولدي بخير وعافية. وسوف اعاتبه على غيابه الطويل و اقبله و اشم عطره.
أما في ما يخص قضية المفقودين في لبنان أقول: ان اولادنا هم اولاد الدولة اللبنانية. أليس من حقنا ان نعرف مصيرهم ؟؟