جمال خضير

ابتسام - زوجة

غياب المعيل الرئيسي للعائلة علماً أن وجود أهل الزوجة خفف من وطأة التاثير الاقتصادي على العائلة. تأثروا جدا باختفاءه وهو باقٍ في اذهانهم ولا يمكنهم نسيانه وهو امر يحيّر العقل والوجدان. وبالنسبة لبناته، فإنّهنّ يفتقدنه لعدم وجود الأب الى جانبهنّ. وطُلب من الزوجة في مرات عدة توفيته، لكنها لم تستطع فعل ذلك لأنها تعتقد انّ هناك أملاً بعودته

من بعض الذكريات أنه وأثناء غضبه الشديد، كان يثير ضحك الزوجة بسبب تصرفه البريء .. خصوصاً أنّه كان يكسر الأشياء أمامه وبعدها يضحك كثيراً ! ومرّة، حضّرت له " المعكرونة " ولكنها لم تعجبه، فما كان منه الا أن رمى الصحن باتجاه الحائط لتنزلق على اثرها المعكرونة شيئاً فشيئا .. فبقي هو وزوجته يضحكان كثيراً على المشهد. اما آخر الذكريات له فكانت عندما أراد بشدة جلب والد زوجته من المخيم، فخافت عليه كثيراً وترجّت ان ألا يذهب ولكنه بقي مصراً ومن شدة اصراره – غضب كثيراً وكسر اقفاص العصافير وودعها ورحل.

عند التحدث عنه يفرك قلبها عليه وتبكي وتشعر بفراق شديد.و إذا ما سنحت لها الفرصة لرؤيته أو التكلم معه كانت لتقول له: "افتقدك الجميع كثيراً وضعنا بدونك!" اما مطالبهم في ما يخص قضية المفقودين في لبنان فهي العدالة ومعرفة مصير جميع المفقودين خصوصاً أنّها وجدت من يقف بجانبها (أهلها) ولكن غيرها لم يجد !