محمد غالب زيدان

عفاف - زوجة

كنتُ حينها حامل وعلى وشك الولادة . حيث وُلد الولد البكر في 5-10-1984 و سُميَّ محمد على اسمِ والدِه. ولقد نذَرْتُ نفسي على تربية ابني محمد بحيْثُ لا يَشعُر باليُتمِ ابداً.

اما من الناحية الاقتصادية، فكنتُ موظفة في دار المعلمين ومع مساعدة أهل محمد استطاعنا ان نتدبّر الامور المالية.

بالاضافة الى ذلك كون محمد غالب هو أوّل من اتى بحفيدٍ لوالدَته فتأثرت أمهُ كثيراً بحادثة الخطف وماتت بِحَسرتِهِ. ذلك وقبل أن تتوفى عانت بِشِدّة جراء فُقدانه وحَرَمَت نَفسِها من الخروج وامتَنَعت عن أكل كل ما يُحب او الذهاب الى الأماكن التي يُحب الذهاب إليها.

واكثر لحظات الحزن والأسى كانت عندما تمنيت انه لو يشارك فرحتي و فرحة ابننا محمد يومَ تخرجنا من الجامعة.

إحدى ذكرياتي عن زوجي هي أنهُ  كان يغني كثيرا لجَنينهِ الذي كان لم يُولد بعد وكان يظنُهُ انه بنت كما كان ينتظرها بفارغ الصبر.

عندما أتحدث عن غالب أشعُرُ بأن الظلمَ كان جليّاً. ليتنا نعرف مصيره كي يَبرُد ما في قلوبنا من حيرة وقلق، وسنوات الانتظار على امل ان نعرف شيئا عن الفقيد الغالي.

لقد فَقَدتُ الاملَ بأن اراهُ مرةً أخرى.

أما في ما يخصُّ قضيَةَ المفقودين في لبنان، أقول للمسؤولين: تابعوا امر المفقودين بجدية رأفةً بقلوب ذويهم. وقيسوا ذلك على انفسكم ان كان عندكم المقدرة على تحمل فقدان شخص عزيز على قلوبكم.