جهاد عيد

صونيا - أم

عندما رأيتُهُ في سوريا مُقيَّداً هو وأصدقائه مثلما تُقيّد الغنم وكانوا يُسحبون ويُجّرون بحبلٍ واحدٍ، لم أستطع التحمّل. كانت هذه آخر مرّة أراهُ فيها، وكان ذلك بعد ثلاثة أشهر من خطفِهِ عام 1990. كان مشهَداً مُروِعاً ومؤلماً بشكل لا يوصف، ولكن وقتئذٍ تأكدتُ من أن جهاد لا يزال على قيدِ الحياة.
حفيدي رالف (نجلُ ابنتي) كثيراً ما يَتَمثّل بجهاد وكان يُريد أن يلتحق بالجيش لأجله، رغمَ أنَهُ لا يعرِفهُ.
بقينا فترةً طويلة لا نفعل الأشياء التي نعلم أن جهاد يُحبُها، كالأكل الذي يُفضلُهُ لا نُطبخهُ. في كل عم يأتي أصدقائهُ إلى البيت ويقيموا لهُ عيد ميلادهِ. مهما شَرحتُ وفسّرت، لن يوفي حقّ الموضوع ويبقى قليلاً.
لو كان بإستطاعي رؤية جهاد لغَمَرتهُ وما تَرَكتهُ. لن أستطيع أن أعبّر لهُ كلامياً. جميعُنا، أنا وأخوَته ووالده، يستحيلُ علينا أن ننساه لحظةً واحدة. شخصٌ مثلَ جهاد لا يُنسى، على قدر ما كان لديه من اندفاع وعنفوان، فكان مستعداً للتضحية بحياتِهِ لأجل عائلته وأصدقائه.