سميرة محمود

يسرى - أخت

أنشأ الأهالي لجنة لمتابعة قضية أبنائهم وأحبائهم المخطوفون، وكانت معهم وداد حلواني. وأصبحنا نذهب إلى دار الفتوى كل يوم جمعة. كنت أذهب أنا وأمي وبعد أن سافرت أمي أصبحت أنزل وحدي برفقة اللجنة.

أثناء خطف سامية، كنت متواجدة في صيدا وأولادي كانوا معي فلم أعلم بخبر اختطاف شقيقتي إلا بعد اسبوعيْن. والدي توفى خلال أحداث مخيم تل الزعتر. قُتل على يد أشخاص من أحد الأحزاب في منطقة الدكوانة. قُتل أبي واثنان من أشقائي. لا أستطيع أن أصف ما جرى مع والدتي من بعد هذه الفاجعة، مَرِضت وأصبحنا ندخلها إلى المستشفى بشكل شبه يومي.

والدتي أكثر شخص تَعِبَ في البحث عن سامية إذ أنها بحثت عنها مراراً وتكراراً، ولكن في الختام قررت أن تسافر إلى المانيا. كان ذلك خلال حرب الثمانينات، سافرتْ في اليوم الثالث من الحرب. كما أنها أخذت معها جميع أغراض سامية من ما تبقى من ملابسها وكتبها وحتى الوردة الحمراء التي ذَبَلَتْ والتي كانت سامية تضعها في كتاب لها.

بعد أن سافرت والدتي، وضمن بحث الأهالي عن أولادهم المخطوفين، ذهبت والدة ريّة- إحدى رفيقات سامية المختطفات معها - إلى منطقة فرن الشباك حيث تكلمت مع عناصر من المجموعات المسلحة وقال لها أحدهم: "أنا كنت موجود مع المجموعة التي أنّزلت ابنتك وأصدقائها من سيارة الأجرة، ولكن لا أعلم إلى أيّ سجن أخذوهم. كما أنك قد أتيت متأخرة. سأبحث لمعرفة أي سجن وُضعوا فيه، ولكن عليكِ أن تنتظري قُدوم أحد زعماء المجموعات المسلّحة من الجبل لكي أتكلم معه في الأمر وسيُطلعني على مكانهم".

فانتظرت والدة رّية عودة زعيم المجموعة، ولكنها لم تستفد بشيء. تلقت منهم وعوداً كثيرة وقالوا لها بأن "ريّة وأصدقائها سيعودون غداّ" مراتٍ عدّة، ولكن كل ذلك كان مجرد كلام فهي لم تر ريّة مجدداً.