إبراهيم ديراوي

آمنة - أم

لقد فقدتُ عقلي، فكنتُ قد حُرمتُ من أولادي وحُرمتُ معهم من عقلي وقلبي. حتى إنّي كنتُ أُخطئ بصلاتي لأنني لم أكن أستطيع التوقف عن التفكير بهم. لو كنتُ أعلمُ أنهم سوف يقوموا بأخذهم لكنتُ نمتُ أمام الشاحنة! فلا أشعرُ بالعيد الذي يأتي كل عام ولا أشعرُ بفرحةِ العيد التي من المُفترَض أن تأتي معه. فأستنجدُ بربي بأن يأتي لي بكلمةٍ حلوةٍ تَتَعلقُ بقضيةِ المفقودين. أنا لم أتوقف عن السؤالِ عمّا حدثَ منذُ 33 عام ولن أرتاح قبل أن أعرف شيئاً عن أبنائي وعن كل المفقودين. كيف لأي أمٍ أن تشعرعندما تتكلم عن أبنائها وأبنائُها ليسوا هنا؟ دائماً أقول أن رؤيتهم قبل مماتي هو أهمّ شيء بالنسبةِ لي و لكن هذا الشعور مثل كأنكم "تضعون الحامض على الجرح"
لا أستطيع أن أنسى بَسَمَاتِ وحَرَكاتِ إبني. كان يحبُ أن يعطي وعندما يستلم أجرهُ كان يُخصص لي مصروفاً، وكان يحبُ أن يأخُذَني في نُزُهاتٍ الى الجبل وإلى صيدا. كان يجلبُ لي الهدايا على عيد الأم. كان ابراهيم وأخواته في قلبي وما يزالوا كذلك. كل أولادي لديهم معزة واحدة في قلبي.
أتمنى من ربي أن يُفرجَ عن كل المفقودين. أدعو إلى ربي أن أستطيع ان أرى أحمد واخوته قبل مماتي. و أطلب من جميع المعنيين من أن يعرفوا قيمة الولد وأن لا يتركوا قضية المفقودين من سنة 1982. إذا سُلّمت أسماء أهل ونساء وأبطال فُقِدوا، فأين أستطيع أن أذهب وأستفهم عنهم، فليس لدي أي مكانٍ آخر.