نزيه اغا

جميلة - زوجة

أذكر أن عندما تم إيقافه رآه الجيران وإتصل بي أحداً منهم وأعلمني بنبأ إيقافه. حاولت الذهاب الى هناك ولكن لم أتمكن من ذلك بسبب وجود حظر تجول كان قد حدده الإسرائليين في مدينة صيدا في ذلك الحين. لكن، في الصباح الباكر في اليوم المقبل، تمكنتُ من الذهاب الى عبرا عند ذلك الحاجز. سألتهم إن كانوا قد أوقفوه أو رأوه. لكنهم أنكروا وجوده هناك. لكن، كنتُ قد رأيتُ دراجته هناك وشممتُ رائحة لي سمك. علمتُ بأن تلك السمك الذين كانوا يقلوه هو السمك الذي كان نزيه قد إصطاده في ذلك اليوم.

قيل لي بأنه أُختطف على يد الإسرائليين وثم تم نقله الى السجون الإسرائلية. عندما علمتُ بذلك، ذهب أحد من أقربائه الى إسرائيل، بحثاً عنه. ولكن لم تجده. ثم طلبت المساعدة من الزبون الذي كان نزيه ذاهباً لرؤيته في ذلك اليوم. كان طبيباً وعندما تم إحتجازه سابقاً، كان قد أنقذه. ولكنهووعدني بأنه سيساعدني ولم يفعل شيئاً.

أذكر أن في بداية زواجنا، كنا نتعارك كثيراً. إذ كان لا يتجاوز السابعة عشر من عمره وأنا الرابعة عشر. كانت لدينا ذكريات كثيرة مضحكة. إذ مثلاً، كنا نذهب لزيارة بضع من أقاربنا و كُنت أرتدي بدلته الذي لبسها في زفافنا وهو كان يرتدي فستان زفافي. كنا عندما نزور أحد من أصدقائنا أيضاً، نقوم بتخبأت أحذيتهم.

أذكر أنه أراد الأفضل لي ولأولادنا، من ملابس الى طعام. إذ أذكر أنه كان يريد شراء لي أثاثاً جديداً. كان قد بدأ بشرائه ولكن عند إختطافه، بعناه من أجل الحصول على المال.

كانت حالتنا سيئة وأُضطررتُ الى قبول المال والمساعدة من بعض الناس من أجل تربية أولادي. إضطروا الأولاد الى ترك المدرسة والحصول على أية وظيفة لتأمين لقمة العيش.

كنتُ قد فقدتُ كنزاً. كثيراً ما بكيتُ عليه وعلى أولادي الذين حُرموا من حنان والدهم. ما زالت أتسائل حتى اليوم عن ما حصل له.

بعد الحرب، وجدت جثة في بئر في صيدا. أحضر لي أشقاء نزيه حزاماً لمعرفة إن كان يعود إليه أم لا. لكنني عندما رأينه، أُغمي عليّ. وكانوا قد قاموا أيضاً بإحضار حذاء ولكنني رفضتُ ان أراه.

رفض كلا من أطفالي وضع كلمة "المرحوم" قبل اسم والدهم على بطاقات زواجهم.

""صحيح أننا نخرج ونستمتع ولكن هناك حرقة في قلوبنا لا تنسى"

"أعيدوا لنا أولادنا وأحبائنا. اعطونا الحقيقة. ظلمنا لفترة طويلة. إذا كان أحد من أبنائهم مفقود هل كانوا قد إنتظروا 35 عاماً دون أي إجابات؟"