نجيب حنين

الياس - ابن

أذكر أن والدي كان دوماً سعيداً ولكن بعد وفاة شقيقيْه، حزِن وإكتئب قليلاً. كما أذكر أن في بعض الأمرار، لم يكن لديه المال بتاتاً ولكن لم يقبل أبداً بأخذ المال من أحد ولا حتى من أبنائه. وأذكر في ذلك اليوم المشؤوم بأنني قد عرضت عليه المال للذهاب بسيارات الأجرة نحو منزل عمتي ورفض ولكن لم أسمح له بالذهاب دون أخذه للمال.

لقد ربانا والدي على الواجبات والأصول الصحيحة وعلمنا بأن نقبل الآخرين وأن نحب وطننا وأرضه. ولذلك، تركت المدرسة وإنضممت للجيش وفي ذلك الحين، كان الشيء الوحيد الذي يمنعنا من المشاركة بالحرب هو السفر ولم يكن بإستطاعتنا مادياً السفر ولذلك قررنتُ أنا ووالدي بأن الإنضمام الى الجيش هو الحل الأفضل والمناسب لنا. ولذلك إنضممتُ وجميع أشقائي الشباب الى الجيش.

بعد مرور بضعة أيام، سمعت عمتي عن نبأ فقدان الوالد وذهبت على الفور الى منزلنا في الدورة وأخبرتنا بالأمر. وعندما وصلنا الخبر... لا أستطيع وصف الحزن الشديد الذي تملك عائلتي. كان علينا الدفاع عن نفسنا والبحث عنه في نفس الوقت. كل ذلك ونحن لا نعلم ما هو مصيره، إن كان حياً أو ميتاً؟ لا نعلم وما زلنا لا نعلم.

بالإضافة، حاولوا إبتزازنا من أجل المال. ومن أجل إعلان وفاته ، الذي كان أمراً صعباً علينا لأن ما زال هناك أمل لدينا بأن يكون حياً ولكن إن لم نعلن وفاته، ستصعب الأمور علينا وخصوصاً من ناحية إدارية وإذ كان الأنسب لنا بأن نعلن وفاته ولكن لم نستطع أن نفعل ذلك دو أن ندفع مبلغاً معيناً. وضعنا المالي لم يتحسن ولكن بات أسوءاً إذ كان والدي المعيل الوحيد للعائلة. كما أننا سمعنا شائعات عن وفاته وثم عن نبأ عيشه في سوريا مع زوجة جديدة وأولاد جُدد. ولكن لم تكن تلك الشائعات صحيحة.

كل ما نريده هو معرفة مصيره وإن كان ميتاً يمكنا أن نصلي عن روحه.