وليد معمّر

دلال - ابنة

كانت النتائج قاسية جدا. فلقد فقدنا ابي و سند العائلة. ثم فقدنا معيل العائلة الوحيد. وحينها اضطر اخوتي ان يخرجوا من المدرسة و لم يكملوا تعليمهم . فاصبحوا يعيشون على المساعدات الخارجية و من الجمعيات الخيرية.
وقد اصبحت والدتي كالمجنونة تخرج كل يوم من البيت لتبحث عن ابي و اخي مما أدى إلى اختطفها أيضاً. وقد اشتقنا لحنان الاب الذي فقدناه منذ ذلك الحين. أجمل ذكريات التي امتلكها لديه هي أن في احدى المرات في عاشوراء اخذ محمد عائلته الى النبطية كي يحضروا المسيرة و كانت معهم ابنة عمهم عمرها 6 اشر. فأصبحت تقلد حركات الناس. كلما أتكلم عن والدي اشعر بالحزن و الضيق لاني فقدت اعز ما املكه. واشعر بغصة دائما لعدم وجوده معنا وخاصةً في الافراح و المناسبات.
إذا سنحت لي الفرصة لرؤيته مجدداً فسأحضنه و اقبل يداه. وأقول له "اشتقت لك يا ابي كثيرا. من بعدك لم يعد للحياة اي طعم."
كل ما أريده من الدولة اللبنانية هي ان قضية المخطوفين على محمل الجد و مساعدتنا لمعرفة مصير كل المفقودين.